النشأة والبدايات
ولد أنور السادات في 25 ديسمبر 1918 في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية. نشأ في بيئة ريفية بسيطة، مما ساعده في تكوين شخصية قوية ومثابرة. التحق بالكلية الحربية عام 1936 وتخرج منها ليبدأ حياته العسكرية.
انخراطه في السياسة والثورة
تأثر السادات بالحركات الوطنية التي قاومت الاحتلال البريطاني، وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار الذي كان يقوده جمال عبد الناصر. شارك في ثورة 23 يوليو 1952 التي أطاحت بالنظام الملكي، وكان أحد الوجوه البارزة في النظام الجديد.
تولي الرئاسة
بعد وفاة جمال عبد الناصر عام 1970، تولى السادات رئاسة الجمهورية وسط تحديات كبيرة، أبرزها التوتر مع إسرائيل والاقتصاد المتدهور. عمل السادات على تثبيت أقدامه كرئيس عبر "ثورة التصحيح" عام 1971، والتي أبعد خلالها رموز الناصرية المعارضة له.
حرب أكتوبر 1973
أهم إنجازات السادات كانت قيادة مصر في حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل، والتي استعادت خلالها القوات المصرية السيطرة على الضفة الشرقية لقناة السويس. تُعد الحرب نقطة تحول في التاريخ العسكري المصري وأحد أسباب شهرة السادات العالمية.
اتفاقية كامب ديفيد والسلام مع إسرائيل
في عام 1978، قاد السادات مفاوضات سلام مع إسرائيل، انتهت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 برعاية الولايات المتحدة. رغم أن الاتفاقية أنهت الحرب بين البلدين، إلا أنها أثارت جدلًا واسعًا داخل مصر والعالم العربي، حيث اعتبرها البعض تنازلاً عن القضية الفلسطينية.
السياسات الداخلية والاقتصادية
أطلق السادات سياسة الانفتاح الاقتصادي التي هدفت إلى تحرير الاقتصاد المصري من القيود الاشتراكية التي فرضها عبد الناصر. لكن هذه السياسات أثارت احتجاجات واسعة، خاصة بعد رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية فيما عُرف بـ "انتفاضة الخبز" عام 1977.
اغتياله وإرثه
في 6 أكتوبر 1981، وأثناء احتفالات ذكرى انتصار أكتوبر، اغتيل السادات على يد مجموعة من الضباط المنتمين لتنظيمات إسلامية متشددة، اعتراضًا على سياساته، خاصة اتفاقية كامب ديفيد.
رغم الجدل الذي دار حوله، يظل السادات أحد القادة العظام الذين غيروا مسار التاريخ المصري الحديث. مذكراته، مثل "البحث عن الذات"، تقدم نظرة عميقة عن فكره وأسلوب قيادته، مما يجعله شخصية بارزة في تاريخ مصر والعالم.